- سناء
- تاريخ التسجيل : 08/03/2008
عدد المساهمات : 125
ترتيبك في المنتدى : 0030
تاريخ الميلاد : 01/01/1992
المستوى : bac2010
الابراج :
المدينة : كوكب عطارد
المهنة : طالبة مميزة
العمر : 32
الجنس :
بين الكناية والمجاز
الثلاثاء 15 أبريل 2008 - 18:03
كل من المجاز والكناية أساليب لأداء المعنى على نحو غير مباشر .
ولقد فرق أهل علم البيان بين هذين الأسلوبين بشكل يسهل الفهم للمتعلمين ، فقالوا أن الكناية يصح فيها إرادة المعنى الحقيقي للفظ بخلاف المجاز .
وهذا المعنى صحيح ولكنه يحتاج إلى شيء من التدقيق والتوضيح ، لأن هذا الفرق لا يستطرد في كل الحالات وإن كان ممكنا في مجملها .
وحتى ندرك الفرق بين المجاز والكناية بشكل أدق دعونا نرجع إلى هذه الأساليب مرة أخرى .
فالمجاز هو اللفظ الذي يعدل به عما يوجبه أصل الوضع ، فهو الاسم المنقول إلى غير مسماه .
واللفظ المستعمل في غير ما وضع له يحتاج فهمه إلى قرينة تدلنا على عدم إرادة معناه الذي وضعته له العرب .
وحتى نستطيع استخدام اللفظ على المجاز نحتاج إلى علاقة بين المعنى الذي نبغي الوصول إليه ، والمعنى الأصلي الموضوع لهذا اللفظ . وهذه العلاقة هي المسوغ للتجاوز ، وبدونها لا يستقيم المعنى .
وعلى أساس هذه العلاقة تم تقسيم المجاز كما تعلمون إلى استعارة وإلى مجاز مرسل .
وأما الكناية فهي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه . أي أن المسألة في الكناية هي إرادة لازم المعنى وعدم إرادة المعنى بذاته .
وغالبا ما يصح هذا المعنى الحرفي ويمكن انطباقه ولكنه على كل الأحوال ليس هو المعنى المقصود .
فضابطنا في فهم الكناية هو عدم ارادة المعنى الاصلي وليس هو كون هذا المعنى ممكنا ام لا ،مع انه في الغالب يكون ممكنا .
اما مربط الفرس في فهم المجاز فهو في كون اللفظ المستخدم قد استخدم على غير ما وضعته له العرب من معنى في الاصل .
فقوله تعالى على لسان مستفتي يوسف : " اني أراني اعصر خمرا " فالخمر هنا مجاز فهو لفظ استخدم لغير ما وضع له ، وهناك قرينة دلتنا على عدم استخدامه بمعناه الاصلي وهي قوله : " أعصر " فالخمر لا يعصر ، ولكن العنب الذي يصنع منه الخمر يعصر .
الان دققوا معي :
استخدم لفظ الخمر في معنى العنب ، اي في غير ما وضعته العرب اصلا لهذا اللفظ ، وكان مسوغ هذا الاستخدام هو كون الخمر يصنع من العنب ، اي ان العنب بعد ان يعصر يصبح خمرا ، فاستخدام لفظ الخمر كان هنا على اعتبار ما سيكون .
وقول ابن العراق مثلا : استنصرت غثاء السيل .
فغثاء السيل هنا مجاز لانه لفظ استخدم في غير ما وضعته له العرب ، والقرينة الدالة على عدم ارادة المعنى الاصلي هي قوله استنصرت ، فغثاء السيل لا يستنصر .
ولكن الامة تستنصر .
ولننظر قليلا :
استخدم لفظ غثاء السيل في معنى الامة ، اي في غير اصل الوضع ،والذي برر له استعمال اللفظ بهذا المعنى هو ان الامة اليوم لا ترهب اعداءها بالرغم من كثرة عددها ، مثل الغثاء الكثير الذي يكون مع السيل ولكنه لا ينفع ولا يضر ، فاستخدام لفظ غثاء السيل كان على اعتبار المشابهة .
فالأمثلة السابقة كلها مجاز وابرز ما يميزها هو استخدام اللفظ في غير ما وضعته له العرب .
وأما قوله تعالى : " وحملناه على ذات الواح ودسر "
وقوله تعالى :" اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " ، فان الله تعالى اراد بالاولى السفينة ولكنه لم يذكرها وانما كنى عنها بوصفها أي أشار اليها ، وكذلك القول في الخيول التي أشار إليها بقوله الصافنات الجياد .
فهذه كنايات ونلاحظ ان الامر فيها بعيد كل البعد عن استخدام لفظ في غير اصل الوضع كما المجاز .
وإنما ضابطها الواضح هو استخدام معنىً للانتقال الى معنىً اخر .
فلا ينبغي ان نسلط البحث على كون اللفظ يمكن حقيقة ام لا ، لانه اصلا ليس المراد وانما المراد استخدام المعنى لاداء معنى اخر .
فالمسألة في الكناية هو استخدام المعنى لا استخدام اللفظ ، بخلاف المجاز فالمسألة فيه هي استخدام اللفظ .
فمثلا قوله تعالى : " يد الله فوق ايديهم "
كناية عن توثيق هذا العهد والتأكيد عليه ، ومع أن المعنى الحقيقي للالفاظ غير ممكن الا انه لا يطلق على ذلك مجاز مرسل او استعارة ، وانما يطلق عليه كناية ، لانه استخدم المعنى الاول وهو وضع الايدي بعضها فوق بعض لاداء المعنى المقصود وهو توثيق الله لهذا العهد .
فالمعنى الأول وهو وضع الأيدي لا يصح ولكنه لا يطلق عليه مجاز في أبحاث البيان ، والسبب في عدم انطباق المعنى الأول ليس هو ذات الأسلوب كما لاحظنا وإنما خصوصية الله تعالى .
وإذا قلت أن في الآية مجازا فعليك أن توضح المعنى الذي نقلت إليه كلمة يد وأن تحدد العلاقة بين اليد بمعناها الحقيقي وبين ذلك المعنى المجازي الذي تتحدث عنه ، وكل ذلك متعذر هنا .فاليد هنا استخدمت بمعناها الحقيقي ولكن المراد هنا كما قلنا ليس المعنى الناتج عن الألفاظ مباشرة ، وإنما المعنى الناتج عن المعنى ، أي لازم المعنى ، فلا يستدل بهذه الآية على وجود يد لله لأنها ليست المقصودة .
------------------------
ولتوضيح ذلك أضرب هذا المثال :
قولك فلان طويل النجاد كناية عن طوله .
ربما لايكون لهذا الشخص أصلا سيف ولا نجاد ،
ومن الحمق أن يسألك السائل مثلا كم طول نجاده ؟!
وأحمق من ذلك أن يتهمك بالكذب لأنه ليس للرجل نجاد .
وهكذا في العديد من الآيات
فقوله تعالى " له مقاليد السماوات والأرض " كناية وليس مجازا ، ولا يدخل في البحث ، هل الله عنده مقاليد حقيقية أم لا ، لأنها ليست موضوع الآية الكريمة وإنما الموضوع كما قلنا هو لازم المعنى وهو أن الله عز وجل متصرف في كل شيء . فهي كناية .
وقوله :" والسماوات مطويات بيمينه "
وقوله " بل يداه مبسوطتان " كلها كنايات ولا يطلق عليها مجاز ، ولا يبحث أصلا في تحقق المعنى الأصلي للألفاظ ، لأنه ليس المطلوب وإنما المقصود لازم معناها .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
ولقد فرق أهل علم البيان بين هذين الأسلوبين بشكل يسهل الفهم للمتعلمين ، فقالوا أن الكناية يصح فيها إرادة المعنى الحقيقي للفظ بخلاف المجاز .
وهذا المعنى صحيح ولكنه يحتاج إلى شيء من التدقيق والتوضيح ، لأن هذا الفرق لا يستطرد في كل الحالات وإن كان ممكنا في مجملها .
وحتى ندرك الفرق بين المجاز والكناية بشكل أدق دعونا نرجع إلى هذه الأساليب مرة أخرى .
فالمجاز هو اللفظ الذي يعدل به عما يوجبه أصل الوضع ، فهو الاسم المنقول إلى غير مسماه .
واللفظ المستعمل في غير ما وضع له يحتاج فهمه إلى قرينة تدلنا على عدم إرادة معناه الذي وضعته له العرب .
وحتى نستطيع استخدام اللفظ على المجاز نحتاج إلى علاقة بين المعنى الذي نبغي الوصول إليه ، والمعنى الأصلي الموضوع لهذا اللفظ . وهذه العلاقة هي المسوغ للتجاوز ، وبدونها لا يستقيم المعنى .
وعلى أساس هذه العلاقة تم تقسيم المجاز كما تعلمون إلى استعارة وإلى مجاز مرسل .
وأما الكناية فهي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه . أي أن المسألة في الكناية هي إرادة لازم المعنى وعدم إرادة المعنى بذاته .
وغالبا ما يصح هذا المعنى الحرفي ويمكن انطباقه ولكنه على كل الأحوال ليس هو المعنى المقصود .
فضابطنا في فهم الكناية هو عدم ارادة المعنى الاصلي وليس هو كون هذا المعنى ممكنا ام لا ،مع انه في الغالب يكون ممكنا .
اما مربط الفرس في فهم المجاز فهو في كون اللفظ المستخدم قد استخدم على غير ما وضعته له العرب من معنى في الاصل .
فقوله تعالى على لسان مستفتي يوسف : " اني أراني اعصر خمرا " فالخمر هنا مجاز فهو لفظ استخدم لغير ما وضع له ، وهناك قرينة دلتنا على عدم استخدامه بمعناه الاصلي وهي قوله : " أعصر " فالخمر لا يعصر ، ولكن العنب الذي يصنع منه الخمر يعصر .
الان دققوا معي :
استخدم لفظ الخمر في معنى العنب ، اي في غير ما وضعته العرب اصلا لهذا اللفظ ، وكان مسوغ هذا الاستخدام هو كون الخمر يصنع من العنب ، اي ان العنب بعد ان يعصر يصبح خمرا ، فاستخدام لفظ الخمر كان هنا على اعتبار ما سيكون .
وقول ابن العراق مثلا : استنصرت غثاء السيل .
فغثاء السيل هنا مجاز لانه لفظ استخدم في غير ما وضعته له العرب ، والقرينة الدالة على عدم ارادة المعنى الاصلي هي قوله استنصرت ، فغثاء السيل لا يستنصر .
ولكن الامة تستنصر .
ولننظر قليلا :
استخدم لفظ غثاء السيل في معنى الامة ، اي في غير اصل الوضع ،والذي برر له استعمال اللفظ بهذا المعنى هو ان الامة اليوم لا ترهب اعداءها بالرغم من كثرة عددها ، مثل الغثاء الكثير الذي يكون مع السيل ولكنه لا ينفع ولا يضر ، فاستخدام لفظ غثاء السيل كان على اعتبار المشابهة .
فالأمثلة السابقة كلها مجاز وابرز ما يميزها هو استخدام اللفظ في غير ما وضعته له العرب .
وأما قوله تعالى : " وحملناه على ذات الواح ودسر "
وقوله تعالى :" اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " ، فان الله تعالى اراد بالاولى السفينة ولكنه لم يذكرها وانما كنى عنها بوصفها أي أشار اليها ، وكذلك القول في الخيول التي أشار إليها بقوله الصافنات الجياد .
فهذه كنايات ونلاحظ ان الامر فيها بعيد كل البعد عن استخدام لفظ في غير اصل الوضع كما المجاز .
وإنما ضابطها الواضح هو استخدام معنىً للانتقال الى معنىً اخر .
فلا ينبغي ان نسلط البحث على كون اللفظ يمكن حقيقة ام لا ، لانه اصلا ليس المراد وانما المراد استخدام المعنى لاداء معنى اخر .
فالمسألة في الكناية هو استخدام المعنى لا استخدام اللفظ ، بخلاف المجاز فالمسألة فيه هي استخدام اللفظ .
فمثلا قوله تعالى : " يد الله فوق ايديهم "
كناية عن توثيق هذا العهد والتأكيد عليه ، ومع أن المعنى الحقيقي للالفاظ غير ممكن الا انه لا يطلق على ذلك مجاز مرسل او استعارة ، وانما يطلق عليه كناية ، لانه استخدم المعنى الاول وهو وضع الايدي بعضها فوق بعض لاداء المعنى المقصود وهو توثيق الله لهذا العهد .
فالمعنى الأول وهو وضع الأيدي لا يصح ولكنه لا يطلق عليه مجاز في أبحاث البيان ، والسبب في عدم انطباق المعنى الأول ليس هو ذات الأسلوب كما لاحظنا وإنما خصوصية الله تعالى .
وإذا قلت أن في الآية مجازا فعليك أن توضح المعنى الذي نقلت إليه كلمة يد وأن تحدد العلاقة بين اليد بمعناها الحقيقي وبين ذلك المعنى المجازي الذي تتحدث عنه ، وكل ذلك متعذر هنا .فاليد هنا استخدمت بمعناها الحقيقي ولكن المراد هنا كما قلنا ليس المعنى الناتج عن الألفاظ مباشرة ، وإنما المعنى الناتج عن المعنى ، أي لازم المعنى ، فلا يستدل بهذه الآية على وجود يد لله لأنها ليست المقصودة .
------------------------
ولتوضيح ذلك أضرب هذا المثال :
قولك فلان طويل النجاد كناية عن طوله .
ربما لايكون لهذا الشخص أصلا سيف ولا نجاد ،
ومن الحمق أن يسألك السائل مثلا كم طول نجاده ؟!
وأحمق من ذلك أن يتهمك بالكذب لأنه ليس للرجل نجاد .
وهكذا في العديد من الآيات
فقوله تعالى " له مقاليد السماوات والأرض " كناية وليس مجازا ، ولا يدخل في البحث ، هل الله عنده مقاليد حقيقية أم لا ، لأنها ليست موضوع الآية الكريمة وإنما الموضوع كما قلنا هو لازم المعنى وهو أن الله عز وجل متصرف في كل شيء . فهي كناية .
وقوله :" والسماوات مطويات بيمينه "
وقوله " بل يداه مبسوطتان " كلها كنايات ولا يطلق عليها مجاز ، ولا يبحث أصلا في تحقق المعنى الأصلي للألفاظ ، لأنه ليس المطلوب وإنما المقصود لازم معناها .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
- nihad19
- تاريخ التسجيل : 02/03/2008
عدد المساهمات : 1828
ترتيبك في المنتدى : 0004
تاريخ الميلاد : 02/04/1992
المستوى : 2 جامعي هندسة معمارية
الابراج :
المدينة : سطيف
العمر : 31
الجنس :
رد: بين الكناية والمجاز
الثلاثاء 15 أبريل 2008 - 18:04
اين انت يا سناء طولت الغيبة
شكرا لك علي هذا الموضوع الفييييييييييييييييد :جزاك الله خير:
شكرا لك علي هذا الموضوع الفييييييييييييييييد :جزاك الله خير:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى