منتدى الأستاذ سعدي لخضر
بسم الله
منتدى الأستاذ سعدي لخضر
نرجو من زوارنا مشاركتنا
حتى نتشجع للعمل أكثر

ابن رشد والغزالي: 6910

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الأستاذ سعدي لخضر
بسم الله
منتدى الأستاذ سعدي لخضر
نرجو من زوارنا مشاركتنا
حتى نتشجع للعمل أكثر

ابن رشد والغزالي: 6910
منتدى الأستاذ سعدي لخضر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
nadjib
nadjib
 
 
تاريخ التسجيل : 31/12/2008
عدد المساهمات : 381
ترتيبك في المنتدى : 0554
تاريخ الميلاد : 03/06/1992
المستوى : second year in secondary school
الابراج : الجوزاء
المدينة : lakhdaria
المهنة : student
العمر : 31
الجنس : ذكر

ابن رشد والغزالي: Empty ابن رشد والغزالي:

الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 16:06
ابن رشد والغزالي:
القضية الثانية التي كتب فيها ابن رشد كانت دفاعه عن الفلسفة والتنظير لها بعد أن هاجم أبو حامد الغزالي الفلسفة والفلاسفة هجوما ضاريا في بعض كتبه، وبخاصة كتابه المشهور "تهافت الفلاسفة"، ولقد ذكر الغزالي "أن بعض معاصريه قد أعرضوا عن العبادات الدينية، واستهانوا بحدود الشرع، وأهملوا شعائره، بل خرجوا بالكلية عن العقائد الدينية دون أن يكون لديهم برهان يقيني أو بحث نظري، وإنما كان مدار كفرهم سماعهم أسماء هائلة، كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس، وأمثالهم".
ومن ثم ألَّف الغزالي كتابه "تهافت الفلاسفة"، وهاجم فيه الفلاسفة اليونانيين وكذلك من تبعهم من فلاسفة المسلمين، خاصة الفارابي وابن سينا، وفي كتابه خالف الغزالي الفلاسفة في عشرين مسألة، وحكم عليهم بالبدعة في سبع عشرة مسألة، وحكم عليهم بالكفر في ثلاث مسائل، وهي: قولهم بقدم العالم، وقولهم بأن الله لا يعلم الأشياء الجزئية، وإنكارهم بعث الأجساد وحشرها في الآخرة اكتفاء بالبعث الروحاني وحده.
ويرى الإمام أبو حامد الغزالي أن هذه المسائل الثلاث لا تلائم الإسلام مطلقا، ومن يعتقد في هذه الآراء فإنه يعد مكذبا لأنبياء الله تعالى، ويكون بذلك خارجا عن العقيدة الإسلامية.
والمؤكد أن الإمام الغزالي بآرائه هذه -برغم أنه كان يهاجم الفلسفة والفلاسفة- قد أذكى الفكر الفلسفي وذلك لصدى الآراء الهائل؛ ولتبوئه مكانا عاليا بين العلماء والفقهاء، وهو ما أدى إلى دراسة آرائه باهتمام، وواجه الفلاسفة بعد ذلك -خاصة ابن رشد- آراءه بالنقد والتمحيص.
وهناك من الباحثين من قال بأن هجوم الغزالي على الفلسفة كان ضربة قاضية لها، ولكن هذا الكلام ليس صحيحا على إطلاقه، فلقد تطور الفكر الفلسفي بعد الغزالي، ولمع الكثير من فلاسفة الإسلام، بل إن فكر الغزالي نفسه يعد فلسفة وكان سببا في تطور الفكر الفلسفي سواء في الشرق أو في الغرب.
ففي الغرب اطلع ديكارت -أحد فلاسفة الغرب المشهورين- على كتب الغزالي وتأثر بها وأثر ذلك بالطبع على فكره ومؤلفاته.
وفي الشرق درس كثير من الفلاسفة فكر الإمام الغزالي، وتأثروا به وأيدوه في بعض آرائه وانتقدوه في البعض الآخر، وأشهر هؤلاء فيلسوفنا "ابن رشد" الذي استطاع أن يدافع عن الفلسفة، وصحح كثيرا من المفاهيم الخاطئة، وأزال اللبس عن كثير من المسائل التي كانت تفهم خطأ، وصرح بأنه لا خوف على الدين من الفلسفة، وأورد كثيرا من آيات القرآن التي دعت إلى التفكر والتدبر في الكون وما فيه من مخلوقات.
ومن ثمرة حملة الإمام الغزالي على الفلسفة وجدنا مؤلف ابن رشد الشهير "تهافت التهافت" الذي ألفه ردا على "تهافت الفلاسفة" للغزالي.
لم يشأ ابن رشد أن يسمي مؤلفه "تهافت الغزالي"؛ لأن ذلك يعني أن فكر الغزالي متهافت، فسماه "تهافت التهافت" ليثبت بذلك ما ورد في كتاب الإمام الغزالي "تهافت الفلاسفة" من تناقض وتعارض، فابن رشد إذن هاجم ما في الكتاب من آراء - ووافق الغزالي في بعض الآراء - ولم يهاجم فكر المؤلف على عمومه.
ولقد كان الدافع الرئيسي الذي دفع ابن رشد إلى تأليف هذا الكتاب هو ما أحدثه كتاب الغزالي من ضجة وتعارض في أذهان الناس، فقد جعلهم ينقسمون قسمين: فريق يهاجم الفلسفة، وفريق آخر يناصر الفلسفة ويعمل على تأويل الشرع لكي يتفق مع العقل.
كما أن طابع الحياة الفكرية في الأندلس الذي كان يتسم بالحذر من الفلسفة وهو ما قاد إلى تعرض الفلاسفة للاضطهاد، واتهامهم بالزندقة من قبل أئمة الشريعة، كما كانت هناك مراسيم تحذر الناس من الفلاسفة لأنهم أشبه بالسموم السارية في الأبدان، فاضطر الفلاسفة في بعض الأحيان إلى عدم إظهار علومهم خشية الاضطهاد والانتقاد والتعذيب.
لهذا كله كان يتوجب على أبي الوليد ابن رشد أن يهتم بقضية العلاقة بين الدين والفلسفة، ولقد نهض ابن رشد بهذه المهمة فقام بها خير قيام، وهو ما جعل مؤرخي الفلسفة ينظرون إلى ما قدمه حولها بأنه واحد من أكثر جهوده أصالة.








موافقة الشريعة لمناهج الفلسفة:
وليس يلزم من أنه أن غوى غاو بالنظر فيها، وزل زال، إما من قبل نقص فطرته، وإما من فبل سوء ترتيب نظره فيها، أومن قبل غلبة شهواته عليه، أو أنه لم يجد معلماً يرشده إلى فهم ما فيها، أو من قبل اجتماع هذه الأسباب فيه، أو اكثر من واحد منها، أن نمنعها عن الذي هو أهل للنظر فيها. فإن هذا النحو من الضرر الداخل من قبلها هو شيء لحقها بالعرض لا بالذات. وليس يجب فيما كأن نافعاً بطباعه وذاته أن يترك، لمكان مضرة موجودة فيه بالعرض. ولذلك قال عليه السلام للذي أمره بسقي العسل أخاه لإسهال كأن به، فتزايد الإسهال به لما سقاه العسل، وشكا ذلك إليه: " صدق الله وكذب بطن أخيك " ، بل نقول أن مثل من منع النظر في كتب الحكمة من هو أهل لها، من اجل أن قوماً من أراذل الناس قد يظن بهم أنهم ضلوا من قبل نظرهم فيها، مثل من منع العطشان شرب الماء البارد العذب حتى مات من العطش، لأن قوماً شرقوا به فماتوا. فإن الموت عن الماء بالشرق أمر عارض، وعن العطش أمر ذاتي وضروري.
وهذا الذي عرض لهذه الصنعة هو شئ عارض لسائر الصنائع. فكم من فقيه كأن الفقه سبباً لقلة تورعه وخوضه في الدنيا، بل اكثر الفقهاء كذلك نجدهم وصناعهم إنما تقتضي بالذات الفضيلة العملية. فإذاً لا يبعد أن يعرض في الصناعة التي تقتضي الفضيلة العلمية ما عرض في الصناعة التي تقتضي الفضيلة العملية.
وإذا تقرر هذا كله وكنا نعتقد معشر المسلمين أن شريعتنا هذه الإلهية حق وأنها التي نبهت على هذه السعادة، ودعت إليها، التي هي المعرفة بالله عز وجل وبمخلوقاته، فإن ذلك متقرر عند كل مسلم من الطريق الذي اقتضته جبلته وطبيعته من التصديق. وذلك أن طباع الناس متفاضلة في التصديق: فمنهم من يصدق بالبرهان، ومنهم من يصدق، بالأقاويل الجدلية تصديق صاحب البرهان بالبرهان، إذ ليس في طباعه اكثر من ذلك، و منهم يصدق بالأقاويل الخطابية كتصد يق صاحب البرهان بالأقاويل البرهانية .
وذلك أنه لما كانت شريعتنا هذه الإلهية قد دعت الناس من هذه الطرق الثلاث عم التصديق بها كل أنسأن، إلا من جحدها كناداً بلسانه، أو لم تتقرر عنده طرق الدعاء فيها إلى الله تعالى لإغفاله ذلك من نفسه. ولذلك خص عليه السلام بالبعث إلى الأحمر والأسود، ، اعني لتضمن شريعته طرق الدعاء إلى الله تعالى. وذلك صريح في قوله تعالى: ! ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن " .
وإذا كانت هذه الشريعة، حقاً وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق فإنا معشر المسلمين، نعلم على القطع أنه لا يؤدي النظر البرهأني إلى مخالفة ما ورد به الشرع. فإن الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له.
وإذا كأن هذا هكذا، فإن أدى النظر البرهاني إلى نحو ما من المعرفة بموجود ما، فلا يخلو ذلك الموجود أن يكون قد سكت عنه في الشرع أو عرف به. فإن كأن مما قد سكت عنه فلا تعارض هنالك، هو بمنزلة ما سكت عنه من الأحكام، فاستنبطها الفقيه بالقياس الشرعي. وأن كانت الشريعة نطقت به، فلا يخلو ظاهر النطق أن يكون موافقاً لما أدى إليه البرهان فيه أو مخا لفاً. فإن كأن موافقاً، فلا قول هنالك. وأن كان مخالفاً، طلب هنالك تأويله.
ومعنى التأويل هو إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازة من غير أن يخل في ذلك بعادة لسان العرب في التجوز من تسمية الشيء بشبيهه أو بسببه أو لاحقه " أو مقارنه أو غير ذلك من الأشياء التي عددت، في تعريف أصناف الكلام المجازي.

* * *

وبهذا يكون ابن رشد قد وافق بين الشريعة والفلسفة بمقتضى الدين و تشاريعه ،وبالرغم من انه

قد هوجم وانتقد من طرف الكثيرين من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين إلا انه استطاع تثبيت رأيه في

اتصال الفلسفة بالشريعة الإسلامية و إمكانية توافقهما فيما تطرحه الفلسفة من أفكار ومبادئ ولما تدعوا

له من إعمال للعقل مما تتفق بهذا مع الشريعة وما جاء به القرآن الكريم .
سهام32
سهام32
 
 
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
عدد المساهمات : 21
ترتيبك في المنتدى : 0525
تاريخ الميلاد : 11/05/1992
المستوى : اولى ثانوي
الابراج : الثور
المدينة : البيض
المهنة : طالبة ثانوي
العمر : 32
الجنس : انثى

ابن رشد والغزالي: Empty رد: ابن رشد والغزالي:

الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 16:42
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
تقبل مروري
nadjib
nadjib
 
 
تاريخ التسجيل : 31/12/2008
عدد المساهمات : 381
ترتيبك في المنتدى : 0554
تاريخ الميلاد : 03/06/1992
المستوى : second year in secondary school
الابراج : الجوزاء
المدينة : lakhdaria
المهنة : student
العمر : 31
الجنس : ذكر

ابن رشد والغزالي: Empty رد: ابن رشد والغزالي:

الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 20:58
thank's alot [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] for your participation in my topic
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى